الاثنين، 15 فبراير 2010

الفن البدائي

فن الكهوف تأسيس للذاكرة الإنسانية

كلٌما وقفنا أمام مشهد من مشاهد الفن البدائي أو تفرسنا أثرا من آثاره إلا و ينتابنا شعور فيه مزيج من انشراح الصدر و الخشوع ، و كأننا نذوب في الزمن و الفضاء متخلٌصين من عوالق النقد الإتفاقي و المقارنات السهلة؛ و غالبا ما نجد أنفسنا أمام نتاج إنساني يجمع بين الإيحاء للطفولة الصافية و بالغ النضج المعجز.
و بما أن الفن هو من أولي النشاطات التي زاولها الإنسان، و التي تجمع بين كل ما هو يدوي و فكري و روحي، فقد لازم مصير الإنسانية التي عبرت من خلاله عن طموحاتها و آمالها و ترجمت به أفراحها و أحزانها و سجلت به تجارب نجاحاتها وعثراتها ومخاوفها.
هو سجل لبدايات الحضارات و تطوراتها و شاهد على أمجادها و أفولها.
فلو نظرنا إلى التراث الإنساني (على الأقل ما يعرف منه إلى حد الآن و هو ليس بالشيء الهين كما و نوعا على المستوى الزمني و الجغرافي) لوجدنا زخما هائلا من صور و مشاهد وأدوات مختلفة من بصرية و سمعية و حركية اقترنت بحياة المجتمعات ولازمت الجانب المادي منها و الروحي، ما يتعلق بالحياة و ما يصبو لتخليدها، و ما يعبر عن الموت و الطموح للخلود فيما بعده.
أشكال و ألوان لا تحصى...
أشياء" كانت تلبي حاجيات ضرورية في حياة البشر (رغم أن مفهوم "الضروري"كان دائما يختلف حسب المجتمعات و الأزمنة).
هذه آثار العصور البدائية التي تضم أقدم الآثار الإبداعية المكتشفة في تاريخ المسيرة الإنسانية. إنها إبداعات ليس من السهل تأويلها و الوقوف على معانيها ولكن يمكن استقراؤها و استخلاص الإفادة منها.
و تبعا لذلك فإن ما يعرف عن مواصفات الفن البدائي من رسومات و نحث و نقش و حلي و نصب و غيرها ليس بالشئ القليل، و لكنه يكاد لا يعرف شيئا عن بداية هذا الفنَ ، متى؟ كيف؟ فالمعرفة بذلك لا تختلف عن ما يزعم معرفته عن بداية اللغة و تطورها مثلا و التي هي مرتبطة دون شك بتطور الفن نفسه.
و حقيقة الأمر أن تطور المفاهيم البدائية الفنية على درجة عالية من الغموض؛ إذ أنه ببعد زمني كهذا يظهر كل شيء على نفس المستوى؛ و التقسيمات الزمنية التاريخية التي أحدثت قد تكون في أغلبها تخمينية.
لكن، و بتطور علم الحفريات الذي له الفضل الكبير في إيجاد الأصول البدائية، و ذلك بتثبيت القرابة و التتابع، و إقامة الصلة للآثار الفنية "بالمدارس" المعنية، استطاع الإنسان اليوم أن يلم بجوانب حضارية و روحانية جد مهمة من تاريخ البشرية؛ وتسنى للعديد من الشعوب استرجاع بعضا من ذاكرتها التاريخية التي كانت مطموسة. فتحقق بذلك تنوير التاريخ بعد أن كان شائعا لقرون عديدة أن السبق التاريخي والتقدم الحضاري كانا قصرا على أمم دون غيرها، فتنوٌر تاريخ الفن نفسه و تبث أن الفن هو أول المقومات الحضارية التي حققت التطور و التواصل منذ فجر الإنسانية. فبفضل البحوث التي كشفت عن مخلفات الفن البدائي تحققت فكرة عالمية الإبداع و توضح أن مصير الإنسانية في الأركان الأربعة للكرة الأرضية ارتبط بعضه ببعضه، و أن المسيرة الحضارية هي كلٌ يدور في رحى التاريخ ليفرز بذلك سلسلة و حلقات من التتابعات البشرية و الفكرية و الروحية لم يكن يتسنى وجود بعضها دون تواجد سابقاتها.
جاءت هذه الاكتشافات كأنها شعائر وطقوس أظهرت بقايا البشرية الأولى.
رفات عظام أدوات و أسلحة،
قش و أخشاب مغطسة،
وصلتنا ممزوجة كجذور في خميرة الرطوبة الأرضية.
طاقة بشرية عتيقة و طاقة كونية قديمة.
في بطن الأرض
الأرض تلك المادة المنتشرة التي تبتلع الموت لتغدي منه الحياة
فيها الأشياء الحية تذوب و الأشياء الميتة تنتجع و في أحشائها طبقات كرفوف رصفت عليها بقايا شاركت في تهييئها يد البشر و العناصر الطبيعية على السواء
فبدت و كأنها حدائق متجمدة في الزمان و المكان ،
ظهرت فيها الحجارة كعظام و عاج مصقول
والعظام أصبحت كالحجارة في خشونتها.
أسنان الحيوانات و الوحوش بدت كعساقيل لبابية على وشك أن تنبث،
و أدوات الصوان المصقول كأنها أنياب ضخمة.
أما الحفر على الصخور فقد آرتئى كبصمات بقايا جيولوجية خلدت ألوانا و أشكالا تشبه الحشرات و الطحالب المنقرضة في لولبتها و النباتات في التواؤها.
بُعثت تلك الآثار من جديد لاستقرائها و فك رموزها،
آثار خولت الوقوف على بدايات خاصة متميزة وفريدة من نوعها؛
و شهدت على نشاطات شكلت أسس الفكر و الإبداع الإنسانيين و غرست بذور الطموح و المثالية على أبعد مستوى.
تلك المثالية التي ستتحول فيما بعد، لتوسع معنوي بعد أن كانت في البداية توسعا ماديا:
إذ كان يتحتم على البدائي أن يصطاد الحيوانات لكي يحصل على لحمها و جلدها و عظامها. كان لابد له من المحافظة على الحياة وضمان البقاء بالدفاع عن عشيرته من المصادمات مع الوحوش و ربما من غزوات جيران أو غرباء من بني جنسه؛
اخترع،
أبدع،
انصب بكل ذاته وغزا الحياة من حوله، غريزة التكاثر و الخلق هي النقطة الأولى لكل توسعاته ولأكبر اكتشافاته، و لحاجته للوحدة الشعورية ، و لإرادته قصد تصور وسيلة معقلنة تلائم قوانين عالمه و محيطه.
حصل على السلاح والصوان المصقول فكان في حاجة إلى حلي تجدب أو ترعب، تاج من الريش أو طوق من مخالب أو أسنان، مقابض أسلحة منقوشة و أوشام، ألوان و ألبسة من فرو، أواني فخارية وأدوات شتى، و في البداية كل البداية تماثيل و صخور منقوشة و جدران كهوف مرسومة غاية في الإثارة و الإعجاب.
لقد ولد الفن
صحيح أنه لا يمكننا تحليل الفن البدائي ومعطياته تحليلا "منطقيا معقلنا"!
ولكن، من يقول أن الفن يخضع لمنطق أو عقلانية؟ فالمنطق نفسه تختلف مفاهيمه حسب الظروف و البيئات! و الفن كيفما أريد له أن يكون، يبق دائما الأمر يتعلق بتلك الظاهرة "الميتافيزيقية"، روحانية أو سحرية أو دينية أو سياسية أو تربوية أو غيرها من الأدوار التي لعبها الفن في حياة الإنسان عبر التاريخ.
و قد يتساءل المرئ:
كيف تسنى للإنسان في العصور الغابرة أن يبدع كل تلك الصور و الأشكال التي تبهرنا اليوم؟
هل كان الفنان البدائي رجلا أم امرأة أم طفلا ؟
قد يذهب البعض للتساؤل هل كان الإنسان البدائي أقل ذكاء أو أكثر بلادة...؟
كيف ؟
و هل تجوز المقارنة؟
وما هي المعايير التي يمكن اتخاذها في تحليل ثم فهم عقلية الإنسان البدائي؟
و ما أدرانا إن كان الإنسان البدائي قد توفر على إمكانيات خارقة على مستوى الإدراك و التواصل خصوصا مع الطبيعة و ربما مع ما فوق الطبيعة؟
أسئلة لا يمكن الحسم في الإجابة عنها.
فبغض النظر عن المكتسبات التكنولوجية ووسائل الرقي والتطور (و التي هي نتيجة لسلسلة من التطورات و الإكتشافات التي شاركت فيها الإنسانية جمعاء ـ و أولها إنسان الكهوف ـ تارة بالسبق إليها، و تارة بالحفاظ عليها و تارة بتطويرها، و تارة أخرى بإيصالها لأجيال تابعة)، فسكان الكهوف كانوا أولي المتحضرين و قد خلق فيهم الفنان الأول.
كان حاذقا فسوى شكلا من عظم، أو وشم على جلد؛
طائرا أو غزالا أو فيلا أو أسدا أو زهرة.
عند رجوعه من الصيد كان يأخذ قطعة خشب ويعطيها شكل حيوان ، يعجن طينا على شكل تمثال أو يأخذ قطعة عظم مسطح فينقش عليها خيال كائن ما.
نشوة عارمة تجتاحه عند رؤيته لوجوه ساذجة تطل على منجزاته؛ ينتشي هو نفسه لهذا العمل الذي يخلق تفاهما مبهما بينه وبين الآخرين، بينه وبين عالم المخلوقات و النباتات التي يتعلق بها لأنها حياته.
إنه يكون قد انصاع إلى شيء أكثر إيجابية، و هو الحاجة للوقوف على آكتسابات أولية للمعرفة الإنسانية ليجعلها في متناول العشيرة.
الكلمة أو الإشارة قد لا تقوى على وصف الحيوان الذي يصادفه في الغابة والمطلوب خشيته أو إيجاده فيرسخ هيئته على عظم أو صخر ببعض الخطوط الموجزة. و قد تكون إحداهن قد لمست في تكوينها و في وظيفتها البيولوجية تلك الإسقاطات الكونية لدورات الشمس و القمر و تعاقب الفصول، فرسخت برموز و إشارات ما عبر عن حياتها الداخلية المتعلٌقة بالخلق و الرمز للمقدس الذي لا تتسنى رؤيته للعين المجردة.
ولد الفن في حضرة الفنان البدائي.
و للإلمام بخصوصية هذا الفن لا بد من الإحساس بعقلية هذا الفنان، ولهذا يجب على الباحث أن يستشعر الخواص الإنسانية و الفطرية و أن يزيل من ذاكرته ما تراكم من أحكام و مقارنات سهلة، و أن يكشف عن الأقنعة الزائفة التي أًٌُلبست تاريخ الفن و البشر عبر الزمن، في محاولة استكشاف ما هو مشترك و ثابت في النفس الإنسانية.
لقد خلد فنان العصور البدائية ملاحم من بيئته وترك بصمات تطور حضارته على مدى آلاف السنين؛ و على الرغم من أنه يستحيل متابعة هذا التطور خطوة خطوة فان تنوع المشاهد و الصور، ووفرة الأدوات و الأشياء التي تعد بالآلاف و في بعض الحالات بالملايين (كرؤوس الحرب و أدوات من حجر الصوان المصقول) تجعلنا نؤمن بأن هذا التطور قد قام على الإستمرارية و الإلحاح على الحاجة لهذه الإستمرارية. قكلما انحذرنا نحو المدامك الأرضية و تعمقنا في سمك الزمن وانتشرنا في المساحة الجغرافية لحضارات الكهوف، كلما تراءت هذه الحضارات كعضو متماسك في امتداداتها و تنوعها؛ الشيء الذي لا يمكن تفسيره كنتاج عن اختلاف مزاحات فردية أو ميولات خاصة و طارئة، لأن الفن البدائي لم يقم على ترددات غامضة بل تطور حسب "تسلسل تاريخي ـ حضاري" يمكن معانقة خطوطه العريضة رغم عدم قدرة الوقوف على أحداثه و تتبع مساره أول بأول.
ففنان الكهوف آنتمى إلى حضارة ضاربة في القدم حاول خلالها أن يعكس في روحه قانون الوسط الذي كتب عليه أن يعيش فيه و ذلك بترجمة سمات هذا الوسط بالذات. و الحالة هذه، يبقى هذا هو هدف كل حضارة مهما بلغت من أوج.
فبالغريزة و الطموح المتقد و حب الاستطلاع، والحاجة للمقدس و الشعور به، والمزاولة اليومية خلقت الحضارة. الحضارة، تلك الظاهرة الشاعرية التي بفضل المآثر التي تشيد و تخلف ورائها يمكن تقديرها و الإنبهار بقيمة عضمتها؛ وهذا ينطبق تماما على الحضارة البدائية التي شيدت لحياتها و عملت على تطوير أساليب العيش ، ثم نمت شعورها الروحي و الديني منذ بزوغ فجرها إلى أواخر عهودها، حيث استمرت على مناولها في أماكن عديدة إلى حدود القرن الثالث ق.م، في الوقت الذي ستتحول فيه إلى حضارات تشييد و بناء مع حقَب النُصُب و المنهيرات على طول شمال المحيط الأطلسي و شمال البحر الأبيض المتوسط .

السبت، 6 فبراير 2010

الفن الاسلامي


يعتبر الفن الاسلامي من ارقى الفنون الانسانية على وجه الاطلاق
فمنذ بدء الانسان في الانتشار في الارض و اعمارها بدء معه ظهور الفنون و هي السجل التاريخي الذي لايعرف الانسان سجلا غيره فهو اساس التاريخ
و الفنون المتعاقبة كانت تدور حول الانسان و تعتبره محور للكون اي ان كل شيئ مسخر لخدمة الانسان حتى ما كان يعتبره الانسان القديم عدوا له من الحيوانات المفترسة الغير قابلة للاستئناس فقد كان يصور هذه الحيوانات و يصور نفسه و هو ينتصر عليها في سهولة و بطولة
و تستمر هذه الفكرة ان الانسان هو محور الكون الى ان ظهر الفن الاسلامي الذي اعتبر الانسان جزء من مجموعة اجزاء تمثل الكون و لم يهتم بتصوير الانسان و حياته في المقام الاول و لكن سخر كل ما حوله في الطبيعة و العلوم المختلفة لخدمة فنه و دينه
فاهتم كل الاهتمام بعمارة المساجد و زخرفتها مستخدما كل ما اوتي من عبقرية فنية و معمارية و زخرفية ليحول المسجد الى منشاة حياتية انسانية
حيث قسم المسجد الى قسمين رئيسيين هما
  • الصحن
  • الرواق
  • اما الصحن : فهو مكان مكشوف غير مسقوف في وسط المسجد يستخدمه المسلمون في التجمع و مباشرة امور الحياة من غير العبادة والصلاه مثل التجمع للتجارة و الحرب و المشورة و استقبال الوفود ....... الخ
  • اما الرواق : فهو المكان الذي خصصه للعبادة و الصلاه و اقامة الشعائر و هو مكان يحيط بالصحن و مسقوف

الوان الباستيل

توجد ثلاثة انواع من الوان الباستيل
- اصابع الباستيل الناعمة
- اصابع باستيل الزيت
- اقلام الباستيل

طريقة التلوين بالوان الباستيل الناعم
ابدا اولا بتلوين كتل الموضوع او التكوين فوق الخطوط المرسومة بالقلم الرصاص وذلك بلمسات عريضة بجانب اصبع الباستيل هذا سيعطي تصميم اللون الاساسي والذي يمكن ان نضع التفاصيل النهائية للتكوين فوقة
- يستعمل سن الوان الباستيل في عمل تهشيرات متقاطعة ثم تنقح الانطباعات او التاثيرات للحصول على التاثير النهائي مع وضع الالوان الساخنة فوق الالوان والعكس بالعكس

طريقة التلوين بالوان الباستيل الزيتية
يرسم التكوين بخطوط خفيفة اولا ثم توضع بقية الالوان مع مزجها وخلطها معا او يمكن باستعمال موسى حاد يكشط الباستيل في خطوط مستقيمة لكشف الورق او اللون اسفل الباستيل ويعتمد ذلك على المقدار الضغط الذي تستخدمه في الكشط

طريقة استخدام الالوان الباستيل -
تساعد درجة الضغط على الباستيل فب تحديد تاثيرات مختلفة على الورقة وتعتبر طريقة التهشير المتقاطع او اللمسات المتتالية السميكة والرفيعة والتي يتم عملها بطرق الباستيل وبقطع الحافة طرقا للحصول على درجة من الظل والنظليل
- ضع الوانك جميعها في الجموعات لونية من درجات متقاربة على ورقة مضلعة حتى يسهل التقاطها ولتلوين مساحة بلون معين او لعمل ملمس على الورقة استعمل قطعة قصيرة من الطباشير على جانبها واحتفظ بالغلاف الورق للتعرف على اللون مستقيلا
عند وضع الالوان البااستيل في اللوحةلتصنع علامات سميكة فان هذا التاثير لة جوانب عديدة في خالة الرسم بالالوان الزيتية اذا تستعمل الاصابع في تقليد هذا الثراء في التدرج اللوني ويمكن كذلك تنعيم الحواف بالاصبع
- يجب ان تكون اللمسات الاولى قوية وخفيفة حتى لاتنسد حبيبات الورقه واذا حدث تغيير ما في التلوين بالباستيل ينفض اولا اللون بقطعة من الصوف او القطن قبل التعديل وهذا سيمنع تكون التصاقات لونية

الخميس، 4 فبراير 2010

الالوان في القران

سبحان الله العظيم الذي علم الإنسان ما لم يعلم، دعانا إلى التأمل في الكون,وفي ما خلق من إنسان وحيوان ومن نباتٍ وجماد كي نفكر ونعقل. وقد ذكر الله في محكم آياته بعضاً من الألوان التي نستطيع ان نعتبرها ألواناً طبيعية أو ألواناً أساسية، وبضعاً من الألوان الثانوية.
فذكر( الأحمر ـ الأصفر ـ الأزرق). وهي ألوان أساسية ولم يذكر من الألوان الثانوية سوى الأخضر والأسود وهما من الألوان المركبة.
ويقول سبحانه وتعالى ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)
وقال تعالى: ( وما ذرأ لكم في الأرض مختلف ألوانه. إن في ذلك لاية لقوم يذكرون) لقد جعل الله مما خلقه ووضعه في الأرض من نبات وحيوان وجماد مختلفة الألوان.
ووضع جملة( مختلف ألوانه ) عامة ولم يحددها ليوحي بتعدد ألوان النبات والحيوان فتكون عبرة وعظة وتذكرة.
ثم ذكر الله بعد ذلك في آيات عديدة بعض من الألوان كل على حدة.
اللون الأصفر:
قال تعالى في سورة البقرة: ( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا مالونها. قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين)
وجاء في سورة الروم( ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً لظلوا من بعده يكفرون)
أما سورة المرسلات فيذكر البيان الألهي: (إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالت صفر).
لاريب أن للون الأصفر دلالات مختلفة ومتعددة بالآيات الكريمة.
فقد وصف الله سبحانه وتعالى البقرة بأنها صفراء فاقع لونها تسر الناظرين دلالة على جمالها وتألقها وحيويتها وذلك في عبارة موجزة بليغة.
أما في سورة الروم والزمر والحديد فاللون/ الأصفر/ عبارة عن نذير لفقدان الحياة والحيوية والعدم والحطام، ويعبرعن الضخامة والتكتل بربطه بالجمال الصفراء، المتحركة في وصف فني رائع لمعنى الشرر الملتهب المتطاير.
اللون الأبيض:
ورد في سورة آل عمران( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون)
وفي سورة يوسف قال تعالى: ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)
إن البياض هو قمة الصفاء والنقاء والوضوح، والسواد هو قمة القتامة والإعتام، وهما يتتابعان في آية واحدة للتعبير عن التباين الشديد بين لونين متناقضين أقصى التناقص لإبراز المعنى.
ويستعمل الأبيض( في الطهر والقبول عند الله، إن المؤمنين سينالون الرحمة وهم فيها خالدون).
كما أنه يظهر جمالاً رائعاً حيث شبه الله به - لجماله وصفاته- في( سورة الصافات) الكأس عندما يحتوي على شراب طاهر فيه لذة للشاربين.
كما أنه وصف به زوجات أهل الجنة ذوات العيون السوداء الكاحلة والمشبهات بالبيض المكنون تعطي تأثيراً جميلاً للون الأسود عندما يتباين مع اللون الأبيض، فقمة التباين هذه تعطي للأبيض نصاعة ووضوحاً وتعطي للأسود قتامة.
اللون الأزرق:
قال تعالى: ( يوم ينفخ في الصور ونحشر المجمرين يومئذ زرقاً).
اللون الأزرق هو اللون الوحيد الذي يغمر سطح الأرض، ويغلفها وينعكس من الغلاف الجوي على شكل مسطح أزرق غامق عريض لانهائي يسمى السماء، كما أنه يحدد الأبعد ويعطي الشعور بالعمق وهو لون قابل للتأثر سلبي بارد، يمتاز بتخفيف التوتر والعصبية عند الإنسانـ بعكس اللون الأحمر المثير للأعصاب والباعث للهيجان، إنه في السماء سموٌ وعمق ويرمز إلى المحبة، وفي المياه برودة وارتواء.
وقد ورد في القرآن في هذه الآية دلالة على أن هذه الأجسام لاتبلغ الموت أوالحياة.
فالمعروف أن لون الدم هو الأحمر وعندما يتحول إلى الأزرق فهي تعني احتباس الأكسجين الشديد وفساده، وهي أصدق تعبير عن الحشر.
وهو لون شفاف كالأثير ظليل الرحمة وهو شامل كمفهوم القدرة الإلهية.
اللون الأخضر:
حظي اللون الأخضر كما ذكر في القرآن الكريم أكثرمن أي لون آخر فهو يمثل في البيان الإلهي الخير والجمال والسلام والهنا.
وقد وصف الله به زينة ملابس أصحاب الجنة الحريرية وصفا لامثيل له للون مختار من ألوان الجنة. يدل على النعيم فأحيا به الأرض بعد موتها.
جاء في سورة الرحمن( متكئين علىرفرف خضر وعبقري حسان) وفي سورة يس يقول تبارك وتعالى( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون)
اللون الأحمر:
قال تعالى( ألم تر أن الله أنزل من ا لسماء ماء فأخرج به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود)
إن تمثيل الألوان في هذه الآية الكريمة لايمكن أن يخطر على بال، فالعلاقة هنا في المعاني يأسر الألباب، نزول الماء من السماء على أرض ظامئة لالون فيها ولاحياة تعقبه ظهور النباتات، بعد هذه الوحشة، وإخراج الثمرات بألوان شتى فلا تحديد هنا للون أو المجموعة من الألوان دون أخرى، وهو متروك للخيال. ولكن عندما تلتها كلمة الجبال مباشرة بضخامة تأثيرها ووصفها على شكل مجموعات بيضاء وحمراء متنوعة الدرجات بمجموعات شديدة السواد، فإن ذلك يؤكد التباين وقوة التعبير التشكيلية في تمثيل اللون الأحمر بوضعه بين اللون الأبيض والأسود حيث يظهر الأبيض أكثر نصوعاً ووضوحاً بين اللونين الأسود والأحمر.

اللون الأسود:
قال تعالى في سورة آل عمران

( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه। فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون)
وفي سورة فاطر
( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عبادة العلماء إن الله غفور رحيم)
وفي سورة الزخرف يصف الله وجه الإنسان بالسواد دلالة على الحرج والخزي، كذلك ضرب الله مثلاً بشدة السواد في (وغرابيب سود) وهي جمع غراب المعروف بلونه الأسود الحالك।
ويختلف تأثير اللون الأسود عندما يحيط به لون أو يقع خلفه أو أمامه لون آخر ناصع أو مضيء حيث يتغير سطوع اللون وكنهه وتأثيره تبعاً لاختلاف هذه الأوضاع. فالأسود لايظهر جليا مشرقاً إلا عندما يوضع بجواره اللون الأبيض أو الأحمر أو الأصفر.


الأربعاء، 3 فبراير 2010

اهلا و سهلا

اهلا ومرحبا بك اخي الزائر الكريم
اتمنى من الله العلي القدير ان تستمتع بتصفح هذه المدونة و ان تبلغني فورا عن اي خطا او تصحيح او نقد لهذه المدونة
مدونتي عبارة عن استراحة لمحبي الفنون الجميلة مشاهدة و دراسة نغوص فيها في اعماق التربية الفنية و نتعرف على خباياها و اشهر قضاياها القديمة و المعاصرة
ارحب باستفساراتكم و نقدكم
و شكرا
aboobatot